علامات الاسم
(فالاسم يعرف : بالخفض ، والتنوين ، ودخول الألف واللام ، وحروف الخفض).
لما فرغ من تقسيم الكلام بين ما يتميز به كل قسم من العلامات. فبدأ بالاسم وذكر أنه يتميز عن الفعل والحرف بأربع علامات مشهورة عند النحاة:
1- العلامة الأولى التي تميزه عن قسيميه الخفض يعني الجر فالجر إذا دخل على كلمة في آخرها دل على اسميتها فهو من خصائص الاسم ولا يدخل على الفعل ولا على الحرف أبدا. فوجوده يستدل به على الاسم. ومثاله: قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). وإعرابه: الحمد مبتدأ. لله جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. رب نعت لله مجرور ورب مضاف والعالمين مضاف إليه مجرور بالإضافة.
2- العلامة الثانية التي تميزه أيضا دخول التنوين في آخره والتنوين نون تلحق الكلمة نطقا وتفارقها خطا ووقفا. والمقصود هنا تنوين التمكين التي تدل على أن الاسم تام الإعراب. ولكن ينبغي التنبيه على أن التنوين يدخل فقط على الاسم المنصرف أما غير المنصرف فلا يدخل عليه. ومثاله: قال تعالى: (تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ). فكلمة عشرة منونة في آخرها مما يدل على اسميتها. وإعرابه: تلك مبتدأ. وعشرة خبر. كاملة نعت لعشرة. والتنوين لا يدخل على الفعل ولا يدخل على الحرف.
3- العلامة الثالثة التي تميز الاسم دخول الألف واللام عليه وهذا من خصائص الاسم فالألف واللام تدخل على الاسم المجرد لغرض التعريف وغيره تقول في رجل وامرأة وفتى الرجل والمرأة والفتى. ومثاله: قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ). فكلمة الصلاة معرفة بالألف واللام. وإعرابه: الواو عاطفة. وأقيموا فعل وفاعل. والصلاة مفعول به. والألف واللام لا تدخل على الفعل والحرف.
4- العلامة الرابعة التي تميزه دخول حروف الجر عليه الحروف التي تحدث الجر في آخره. وهذه الحروف لا تدخل إلا على الاسم فقط أما الفعل والحرف فلا تدخل عليهما.
تنبيه:
ذكر النحاة علامات أخرى لكن هذه أشهرها.واعلم أنه قد ورد في بعض شواهد اللغة دخول بعض هذه العلامات على الفعل والحرف لكنها مؤولة إلى اسم محذوف فلا تدل على مخالفة القاعدة في هذا الباب.
حروف الجر
(وهي : من وإلى وعن وعلى وفي ورب والباء والكاف واللام وحروف القسم وهي : الواو والباء والتاء).
لما ذكر المصنف أن من علامات الاسم دخول حروف الجر ناسب ذكرها فذكر منها اثنتي عشر حرفا. وهذا تفصيلها:
1- من: ولها معاني من أشهرها الابتداء. مثاله: قال تعالى: (أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ). فمن تفيد ابتداء الإسراء من المسجد الحرام. وإعرابه: أسرى فعل والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو. بعبده جار ومجرور متعلقان بأسرى. ليلا ظرف زمان منصوب. ومن المسجد جار ومجرور متعلقان بأسرى. الحرام نعت للمسجد مجرور. وتأتي من بمعنى التبعيض والتعليل.
2- إلى: ولها معاني من أشهرها الانتهاء. مثاله: قال تعالى: (إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى). فإلى تفيد انتهاء الإسراء إلى الأقصى. وإعرابه: إلى المسجد جار ومجرور متعلقان بأسرى. الأقصى نعت للمسجد مجرور. وتأتي إلى بمعنى المصاحبة والظرفية.
3- عن: ولها معاني أشهرها المجاوزة. مثاله: قال تعالى: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه). وإعرابه: يحرفون فعل وفاعل. الكلم مفعول به. عن مواضعه جار ومجرور متعلقان بيحرفون ومواضع مضاف والهاء مضاف إليه. وتأتي عن بمعنى الاستعلاء والبدل.
4- على: ولها معاني أشهرها الاستعلاء. مثاله: قال تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى). وإعرابه: الرحمن مبتدأ. على العرش جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف. استوى فعل والفاعل مستتر وجملة على العرش خبر. وتأتي على بمعنى المعية والظرفية.
5- في: ولها معاني أشهرها الظرفية. مثاله: قال تعالى: (غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ). وإعرابه: غلبت فعل مبني للمجهول. الروم نائب فاعل. في أدنى جار ومجرور متعلقان بغلبت وأدنى مضاف. الأرض مضاف إليه. وتأتي في بمعنى الاستعلاء.
6- رب: وتفيد التكثير والتقليل. مثاله: ما جاء في الحديث: (رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة). وإعرابه: رب حرف جر لا محل له من الإعراب. كاسية مجرور وهو مبتدأ. في الدنيا جار ومجرور متعلقان بصفة كاسية محذوفة. عارية خبر. يوم ظرف زمان وهو مضاف. القيامة مضاف إليه.
7- الباء: ولها معاني كثيرة من معانيها التعدية. مثاله قال تعالى: (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ). وإعرابه: ذهب الله فعل وفاعل. بنورهم جار ومجرور متعلقان بذهب ونور مضاف وهم مضاف إليه. وتأتي الباء بمعنى الإلصاق والاستعانة.
8- الكاف: لها معاني منها التوكيد. مثاله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ). وإعرابه: ليس فعل ماض ناقص. الكاف حرف جر زائد. مثله خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة والهاء ضمير في محل جر مضاف إليه. شيء اسم ليس مرفوع. ويأتي الكاف بمعنى التشبيه وهو كثير في الاستعمال والتعليل. ويختص هذا الحرف بالدخول على الاسم الظاهر ولا يدخل على المضمر.
9- اللام: لها معاني منها الاستحقاق. كقوله تعالى: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين). وإعرابه: ويل مبتدأ مرفوع. للمطففين جار ومجرور متعلق بخبر محذوف تقديره كائن. وتأتي اللام بمعنى الملك والاختصاص والظرفية والتعليل.
10- 11- 12- حروف القسم: وهي الواو والباء والتاء تستخدم في غرض القسم فتدخل على الاسم المقسم به. كقولنا: (والله وبالله وتالله). والباء تدخل على الاسم الظاهر والمضمر. والواو لا تدخل إلا على الاسم الظاهر وهي أكثرها استعمالا في القسم. والتاء تستعمل فقط في الألفاظ الثلاثة: (تالله وتربي وترب الكعبة). فهي أقلها استعمالا وأضيقها مجالا.
فائدة:
تنقسم حروف الجر باعتبار اختصاصها إلى قسمين:
1- ما يجر الظاهر والمضمر وهو سبعة أحرف: (من ، وإلى ، وعن ، وعلى ، وفي ، والباء ، واللام). وكلها لها شواهد وردت في القرآن.
2- ما يجر الظاهر دون المضمر وهو سبعة أحرف : (الكاف ، والواو ، وحتى ، والتاء ، ومذ ، ومنذ ، ورب).
علامات الفعل
(والفعل يعرف بقد والسين و سوف وتاء التأنيث الساكنة).
بين المصنف العلامات التي تميز الفعل عن الاسم والحرف فذكر أربع علامات إذا وجد إحداها مقترنا بكلمة دلت على فعلية هذه الكلمة وهذه العلامات اثنتان منه تسبق الفعل وهي سوف وقد وواحدة تكون متصلة بأول الفعل وهي السين وواحدة تكون متصلة بآخر الفعل وهي تاء التأنيث. وبيانها:
1- قد: وهي تفيد التحقيق والتقليل والتكثير وتدخل على الفعل الماضي والفعل المضارع ولا تدخل على فعل الأمر. مثاله: قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ). وإعرابه: قد حرف تكثير. ونرى فعل والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. تقلب مفعول به وهو مضاف. وجهك مضاف إليه. في السماء جار ومجرور متعلقان بتقلب.
2- السين: وهي حرف تنفيس واستقبال يفيد وقوع الفعل في المستقبل القريب وهو يختص بالفعل المضارع ولا يدخل على الماضي والأمر. مثاله: (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ). وإعرابه: السين حرف تنفيس واستقبال. يقول فعل. السفهاء فاعل. من الناس جار ومجرور متعلقان بيقول.
3- سوف: وهي حرف تسويف واستقبال يفيد وقوع الفعل في المستقبل البعيد وهو يختص بالفعل المضارع ولا يدخل على الماضي والأمر. مثاله: قال تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى). وإعرابه: الواو عاطفة. واللام للابتداء. سوف حرف استقبال. يعطيك فعل مضارع. ربك فاعل. الفاء عاطفة. ترضى فعل معطوف على يعطيك.
4- تاء التأنيث الساكنة: تلحق الفعل الماضي في آخره لتدل على تأنيث الفاعل وتكون ساكنة في الحركة من حيث الوضع ولا محل لها في الإعراب. كقوله تعالى: (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ). وإعرابه: قالت فعل ماضي مبني على الفتح والتاء ساكنة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي. هو مبتدأ. وجملة من عند الله خبر والجملة مقول القول في محل نصب. وقد تتحرك لعارض التقاء الساكنين كما في قوله تعالى: (وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ). أما تاء الفاعل فهي متحركة دائما مبنية على الضم أو الفتح أو الكسر وهي في محل رفع فاعل ويكون الفعل بها مبنيا على السكون كقوله تعالى: (مَا قُلْتُ لَهُمْ). وإعرابه: ما نافية. قلت فعل ماض والتاء فاعل. لهم مقول القول في محل نصب.
تنبيه:
لم يذكر المؤلف علامة فعل الأمر ولفعل الأمر علامتان يشترط اجتماعهما في الكلمة:
1- لفظية قبولها نون التوكيد أو ياء المخاطبة.
2- معنوية أن تدل على الطلب.مثاله: قال تعالى: (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً). وإعرابه: ارجعي فعل أمر والياء فاعل. إلى ربك جار ومجرور متعلقان بارجعي. وراضية حال. ومرضية حال ثانية.
أما إذا كانت الكلمة تقبل النون والياء ولا تدل على الطلب ففعل مضارع مثل: يضربن وتضربين أو تدل على الطلب ولا تقبل النون والياء فاسم فعل أمر مثل صه يدل على طلب السكوت ولا تكون حينئذ فعل أمر في الحالتين.
علامة الحرف
(والحرف مالا يصلح معه دليل الاسم ولا دليل الفعل) .
ذكر المصنف هنا أن العلامة التي يعرف بها الحرف ويميز عن غيره هي كونه لا يقبل علامات الاسم وعلامات الفعل وهذه علامة سلبية فكل كلمة لا تقبل العلامات السابقة فهذا دليل على حرفيتها مثل (من) لا تقبل دخول أل ولا التنوين ولا حرف الجر عليها ولا يدخل عليها السين وسوف وقد وتاء التأنيث الساكنة. وهناك علامة إيجابية معنوية وهو أن الكلمة لا تدل على معنى في نفسها أبدا كالاسم والفعل وإنما تدل عليه إذا اقترنت بغيرها فكلمة (من) مجردة لا تدل على شيء لكن إن دخلت على اسم دلت على الابتداء كقولنا خرجت من الرياض.
منقول للفائدة