Ðr.HëRÕ Admin
عدد المساهمات : 1776 تاريخ التسجيل : 10/01/2012 العمر : 27 الموقع : مصر
| موضوع: مع الدراسات اللسانيّة القديمة والحديثة الثلاثاء يونيو 11, 2013 11:22 pm | |
| مع الدراســـــــــــــــات اللسانيّـــــــــــــــــــــة الحديثة والقديمة
كتبها: فيصل الملوحيّ أقول ( مع ) وأعني أنّني أضع يديّ في أيدي العاملين في هذا الحقل ، أؤيّد أعمالهم ، وأجدها ضرورة ماسّة . نحن أحوج ما نكون إلى الاستعانة في المجال العلميّ بما توصّل إليه الباحثون الغربيّون، فقد توقّفنا فترة متطاولة من الزمن .. فتقدّم الناس.. وبقينا على ماوصلنا إليه في العصر العبّاسيّ الذهبيّ، بل ونسيناه، وبقينا نجترّ قشوراً في علوم اللسان أفقدتنا حماستنا للغة العربيّة، وصرنا نخجل في الدفاع عنها . والمعلوم أنّ المنهج اللسانيّ العلميّ الحديث – مثل كثير من العلوم – يأخذ بالرموز الرياضيّة في التعبير عن الحقائق العلميّة – وهو قديم في تراثنا – ولكنّ جهلنا بهذا التراث فرض علينا أنْ نقول ( المنهج العلميّ الحديث ). فلو رجعنا القهقرى إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي، وسيبويه لعلمنا أنّ ما ندعوه مفهومات حديثة، إنّما هو قديم في كتب علمائنا الكرام . فالخليل صاحب البحور الشعريّة بناها على دوائر، وجعل كلّ مجموعة من البحور في دائرة، وضمن هذه الدائرة تخرج تفعيلات بحر إلى بحر آخر،بل إنّ ( الميزان الصرفي ّ: فعل – ، ف ، ع ، ل ) ما هو إلاّ رموز رياضيّة تقابل الرموز المستخدمة في الرياضيّات : ( المستطيل : آ ، ب ، جـ ، د ). ولكن ممّا يؤسف له أنّ هذه الدراسات ذات المنهج الرياضيّ لم تتطـوّر، بل ماتت في مهدها حين أخذنا بالمنهج المنطقيّ اليونانيّ العقيم. (انظر أعمال الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح - رئيس فرع الدراسات اللغويّة - في جامعة الجزائر سابقا). قام عدد من الباحثين بدراسة علوم اللسان الحديثة, وحاولوا تطبيق منهجها على اللغة العربيّة– أمثال الدكتور محمد خرما – في كتابه الذي أصدرته سلسلة(عالم المعرفة)،(والدكتور محمد أبو مسلّم) في نبذاتهالحروف في القرآن الكريم)، وهو ما أشعر بالحاجة الماسّة إليه. ولكن الخطر – كلّ الخطر – أنْ ننسى أمرين اثنين : أوّلهما : أنّ هذه الدراسات وسائل مساعدة–فقط-، تعييننا على تفهّم اللغة ودراستها، وتسهّل لنا سبل تعلّمها وتعليمها،وليست أبداً أداة تطوير للغة، ولاقدرة لها على التدخّل في أمر التطوير، وإنّما تستطيع أنْ تدرس هذه الظاهرة،ولكنّ التطوير نفسه تتدخّل فيه مؤثّرات فطريّة قد لانستطيع منعها، ومؤثّرات فكريّة فلسفيّة قد تدفع إلى الحفاظ على اللغة كما تلقّاها جيل عن جيل. فنحن–العرب– نحافظ على لغتنا العربيّة، ونفخر بخلودها. إنّنا نقرأ اليوم عنترة وامرئ القيس، والقرآن الكريم، والفرزدق وجريراً.إنّه تراث عربيّ عريق لانظيرله في تاريخ الأمم . ثانيهما : أنّ إتقان علوم اللسان لايكفي – وحده – لتطبيقه على اللغة العربيّة.لابدّ من إتقان العربيّة لغة ودراسة وعلماً وأسلوباً، والتعمّق في الدراسات اللغويّة العربيّة القديمة، فتراثنا اللغويّ – رغم نقصه ككل الدراسات اللغويّة في العالَم – عريق ثمين، والسبيل الصحيح أن نبدأ بالعلوم العربيّة، ونتقنها إتقان العالِم، ثمّ نبنيَ عليها دراستنا اللسانيّة الحديثة. تماماً كما قال ( ت. س. إليوت ) : قدم في القديم وقدم في الحديث ، وعندها نقترب من الحقيقة ، ونعطي آراء قابلة للبحث في اللغة العربيّة. نعم! قد يتعذّرالأمرً على كثيرين، إنه بحاجة إلى جهود مضنية ، وسنوات متطاولة. ولكنْ ، منْ يدّعي: أنّ العلم أكل ( ملبن ) ؟! من يقبل أن يقرأ لباحث تعمّق علوم اللسان الحديثة ، فإذا طبّقها على العربيّة فضحه جهله بمكوّنات اللغة ، وماتوصّل إليه الباحثون الأقدمون ؟! من يقبل أن يقرأ ترجمات لمصطلحات لسانيّة حديثة لاتستقيم في اللسان العربيّ ، ولها مقابل عربيّ قديم دقيق ؟! من يرضى أن تعرض هذه البحوث الخاصّة باللغة العربيّة بلغة تشتمّ فيها رائحة العجمة في ألفاظها وأسلوبها ، وتبتعد عن أصالة اللغة وجمالها ، حتّى تُضطرّ أن تعود إلى اللغة الأمّ المترجم عنها ؟! | |
|