[center]الكتاب اسلام محمد
تحديث: 16:08, 29 قد 2012 الثلاثاء
تنشئة طفلك على الوعي الصحيح والثقافة السليمة .. أنت تملك الخيار!
تنشئة طفلك على الوعي الصحيح والثقافة السليمة .. أنت تملك الخيار!
تثبت الدراسات والتجارب يوماً بعد يوم أن مصير أطفالنا بإيدينا نحن الكبار. ونحن من نملك الخيار في تنشئتهم على الوعي الصحيح والثقافة السلمية أو أن نتركهم عرضةً لكل سلبيات وإيجابيات الحياة دون أن نسهم في حياتهم.
تثبت الدراسات والتجارب يوماً بعد يوم أن مصير أطفالنا بإيدينا نحن الكبار. ونحن من نملك الخيار في تنشئتهم على الوعي الصحيح والثقافة السلمية أو أن نتركهم عرضةً لكل سلبيات وإيجابيات الحياة دون أن نسهم في حياتهم.
لمزيد من الإثباتات والمعلومات، أصدرت إدارة حقوق الإنسان ـ مركز رعاية الأحداث في أبوظبي كتيباً تثقيفياً يساعد الأهل في تربية أطفالهم، حمّلته عنوان "معاً نرتقي بسلوك أبنائنا". وقسّمته إلى ستة أقسام هي: أسس الأساليب التربوية، والأساليب الفكرية المؤثرة في عقل الطفل، والأساليب النفسية المؤثرة في نفس وعقل الطفل، وأسس تأديب الأطفال، وأسس بناء شخصية الطفل وأسس تربية الأطفال المراهقين، حيث يتفرّع من كل قسم عناوين وفقرات متنوعة تشمل على نصائح وخطوات مرتبة تضمن تربية أكثر وعياً ونجاحاً لأطفالنا.
أكثر ما حاول الكتيب إيصاله للأهل، أن لغة الحوار التي يستخدمونها للتعامل مع أطفالهم تلعب دوراً كبيراً في تشكيل شخصية الطفل. ويوماً ما ستظهر آثار هذا الحوار جلية في تصرفاته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. فأشار أنه يتعين على الوالدين مراعاة مرونة عقل الطفل وقابليته للتغير في مرحلة التكوين والنمو. وأن عليهم مخاطبته على قدر ما توافر له من إدراك حتى يسهل عليهم حل مشاكل كثيرة، فإذا أدرك الوالدان درجة إدراك الطفل سيعرفون متى يمكن مخاطبته وتوجيهه وما هي الكلمات المناسبة للتوجيه، وما هي الأفكار التي يقدمونها؟ أما إذا تمت مخاطبة الطفل بأسلوب يفوق طاقته الفكرية، سنجد شخصيته انقلبت لتكون متمردة وعنيدة وسيثير المشاكل لنفسه ولكل من هم حوله.ميدل ايست أونلاين
وينصح المختصون في الكتيّب باعتماد الحوار الهادئ مع الطفل للحصول على نتيجة مرضية، إلى ذلك فصل في هذا الموضوع أن الحوار الهادئ مع الطفل ينمّي عقل الطفل ويوسع مداركه، ويزيد من رغبته في الكشف عن حقائق الأمور، وتدريب الطفل على المناقشة والحوار يقفز بالوالدين إلى قمة التربية والبناء، ويجعل الطفل عندها قادرا على التعبير عن حقوقه، والسؤال عما جهل عنه وبذلك تحدث له انطلاقة فكرية، فيغدو لوجوده في مجالس الكبار أثر، ولآرائه الفكرية صدى في نفوس الكبار، لأنه تدرب في بيت والديه على الحوار وأدبه وطرقه وأساليبه، واكتسب خبرة الحوار من والديه.
وأوّل ما أشار الكتيّب إليه أن الخطاب المباشر والواضح يؤثّر بأطفالنا بطريقة لا نتخيلها. وجاء فيه: اعتماد الخطاب المباشر للطفل وتبيين الحقائق له وترتيب المعلومات الفكرية ليحفظها مع فهمها يجعل من الطفل أشد قبولاً وأكثر استعداداً للتلقي كذلك ويوضّح الكتيّب أن رواية القصص للأطفال وقراءتها من أهم الأساليب الفكرية المؤثرة على عقل الطفل، والتي تلعب دوراً كبيراً في شد انتباهه، وتحقق يقظته الفكرية والعقلية، نظراً لما لها من متعة ولذة.
ومن القصص التي يطرحها الكتيّب كمثال، الموروث الإسلامي الذي يقدّم للإنسانية الكثير من قصص الصحابة والأنبياء المليئة بالتشويق والحكم معتمدةً على حقائق تاريخية ثابتة. ويستطيع الأهل من خلالها روايتها للأطفال بطريقة ممتعة أن يرسخوها في أذهانهم ويجعلوها أكثر اقتراباً من طفولتهم. الشيء الذي يجعل الطفل يأخذ من القصة العبرة المفيدة ويتصرف وفقها بكل براء وعفوية.
حتى أن الكتيّب لفت الانتباه إلى أن إيضاح شخصية الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمام الطفل أو أي شخصية تاريخية لها وزنها التاريخي والعقائدي. سيحثّ الطفل على الاقتداء بها ومحاكمتها عقلياً مع مرور الزمن.
بعض الأهل يتجهون نحو بناء وتثقيف الطفل متناسين تماماً أنه بحاجة لكثير من الترفيه والفرح إلى جانب العلم والمعرفة. هذا ما ظهر في الكتيّب حيث أكّد على أن تنمية مهارات الطفل الفكرية والمعرفية، تقوّي ثقته بنفسه تجعل منه طفلاً قوياً قادراً على التكيف مع ظروف الحياة المختلفة.
تنصح الإرشادات والتعاليم الموجودة داخل الكتيّب بضرورة إدخال الفرح على قلب الأطفال. وورد فيه: السرور والفرح من أهم العوامل التي تؤثر إيجابياً في نفس الطفل، واستخدام الأساليب التي تدخل على الطفل السرور والفرح تؤدي إلى انطلاقه وجعله على أهبة الاستعداد لتلقي الأوامر والتوجيهات والإرشادات، وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يتبع في تحقيق ذلك عدة أساليب، منها: الاستقبال الجيد للأطفال، تقبيلهم وممازحتهم، مسح رؤوسهم، حملهم، ووضعهم في حجرة الشريف، تقديم الأطعمة الطيبة لهم، مشاركتهم في الأكل.
ويؤكد الكتيب أن المسؤولية تقع على الأهل من حيث زرع التنافس بين أطفالهم، بحيث يحرك المشاعر ويعطي طاقة إيجابية. ويضيف أن التنافس يحرك في الإنسان عامة، طاقة إيجابية هائلة، وزرع هذه القيمة في نفس الطفل تجعل منه إنساناً طموحاً يبذل كل ما في وسعه للفوزـ ويستعد للمنافسة بالتدريب والمعرفة فتنفجر بذلك طاقاته، كما يساعد التنافس على تنمية روح الجماعة والابتعاد عن الفردية، فضلاً عن التعرف على وتيرة الحياة فتارة يربح وأخرى يخسر.
كما أن التشجيع المادي والمعنوي من العوامل المهمة التي تساعد على تكوين شخصية الطفل وتنمية حركته الإيجابية البناءة ودفعه قدماً إلى الأمام، ويفضل دائماً تشجيع الطفل على الأمور الحسنة، كشراء الكتب النافعة وممارسة الرياضة، بالإضافة لذلك فإن مدح الطفل والثناء على ما يقوم به من أفعال جيدة وتشجيعه لها أثر إيجابي فعّال في تحريك مشاعره وتصحيح سلوكه وأعماله واستمرار نشاطه الإيجابي ولكي يؤتي هذا المدح والثناء ثماره فلا بد أن يكون في مكانه وزمانه المناسبين وأن يصدر من الوالدين للطفل باعتدال.
أما عن الأساليب المؤثرة في عقل الطفل؛ فجاء في الكتيب أن الصحبة الطيبة وعدم مرافقة أصدقاء السوء له أثر على نفسية الطفل وعقله، حيث تلعب الصحبة دوراً كبيراً ومؤثراً في نفس الطفل، حيث يتعلم من صديقه ويكتسبا المعلومات من بعضهما البعض، فلا بد للطفل من صحبة الأطفال في عمره وعلى الوالدين حسن اختيار أصدقاء طفلهما ومنعه من مخالطة الأطفال المفتقرين لأسس التربية السليمة وقواعد الذوق العام.
كل هذا لا يؤثّر حقيقةً في الطفل، من دون تدريب عملي لحواسه يثير في عقله الشك والتساؤل ويعطيه المعرفة والعلم. فحينما يشاهد بنفسه كيفية تدريب حواسه ويكرر هو بنفسه ذلك العمل، يؤدي ذلك إلى إجادة العمل وإتقانه[b]