Ðr.HëRÕ Admin
عدد المساهمات : 1776 تاريخ التسجيل : 10/01/2012 العمر : 27 الموقع : مصر
| موضوع: بإنتظار بنت الحلال قصة الإثنين يونيو 03, 2013 11:59 am | |
| حرص الوالد على تربية أبنائه تربية دينية وملتزمة بالعادات والاخلاق الحميدة، وكم كانت فرحته كبيرة حينما حصل ابنه هاني على الثانوية العامة، وبما انه ميسور الحال أرسله إلى اوروبا لتلقي الدراسة الجامعية على أمل أن يعود هاني ويتابع اعمال شركة والده. عندما وصل الى السنة الرابعة انتقل والده الى رحمة الله، وكانت المفاجأة الكبيرة ان هاني ورث عن أبيه مبالغ طائلة لم يدرك ان والده كان بهذا الغنى. أنهى دراسته وانتقل مع أصدقائه يجوب العالم في رحلة ترفيهية، وطابت له حياة السهر والنوم في النهار وقضاء الليل مع الأصدقاء في أماكن عديدة وجد فيها متعة كبيرة خاصة وان صديقا حميما له لا يفارقه، يشاركه السهر والمتعة مع بنات الليل. ذهبا معا الى لاس فيغاس ومنها الى كوبا وغيرها من دول العالم دارا معظم البلدان في القارات الخمس وهو يصرف على صديقه، مرت سنوات ولا يدري انه يمضي الى المجهول ولا يحسب للمستقبل أي حساب. والدته تحبه كثيرا وكلما طلبت منه ان يختار شريكة حياته يقول لها: ـ لم ألتق مع بنت الحلال بعد. ـ تعال وسترى بنت الحلال من الأهل والأقارب. لكن هاني يعيش حياته الخاصة يرحل من بلد الى آخر الى ان وصله نبأ مرض والدته، طلبت شقيقته منه الحضور لأن أمه تطلبه وترغب في مشاهدته. ركب الطائرة عائدا ليلتقي مع اهله، كانت فرحة الأم كبيرة جدا لوجود هاني الى جانبها في المستشفى، سألته عن حاله وأعماله أجابها: ـ أنا بخير والحمد لله، لا ينقصني سوى اللقاء بك. ـ هل وجدت بنت الحلال ..؟؟ ـ لا تقلقي سأجدها عاجلا أم آجلا. ـ لكن يا بني العمر يمضي بسرعة وأتمنى أن أفرح بك وأرى أولادك قبل مماتي. ـ أطال الله بعمرك. مكث هاني ثلاثة أيام اطمأن على والدته بعد أن تحسنت وخرجت الى بيتها، قال: ـ اطلب منك الدعاء سأسافر غدا. اغرورقت عينا الأم بالدموع فهي لم تصدق انه بجانبها وعاد بعد غياب طويل، صحيح انه يتصل معها ويتواصل هاتفيا، إلا أن قلب الأم حنون جدا وتريد ان يبقى بقربها ويحقق طلبها في الزواج وترى حفيدها حاملا اسم زوجها. ـ لماذا تسافر..؟؟ والى أين تتوجه..؟؟ الأموال التي ورثتها من والدك تصرفها في السفر والترحال، الى متى تبقى هكذا..؟؟ ـ تعودت على هذه الحياة ولم اتمكن من المكوث معكم اعدك بان لا أغيب طويلا. قبّل يد امه، مودعا، عانقته وهي تبكي والدموع على خديها تسيل بغزارة، تدخلت شقيقته طالبة منه عدم السفر، لكنه اصر على موقفه ودع شقيقته وغادر البيت وعيون الام تزرف الدموع. كان صديقه في استقباله في بلد اجنبي. ـ سفرك ترك فراغا كبيرا بين الشلة وهناك من ينتظرك بفارغ الصبر. ـ من ينتظرني..؟؟ ـ الصبايا طبعا. ـ قل بنات الهوى، بنات الحرام، يريدون السهر على حسابي، حتى أنت، الى متى أبقى أصرف عليك؟ هل تعلم ان رصيدي في البنك شارف على الانتهاء..؟؟ ـ لا.. لا .. لا تقل ذلك، أمامك رحلة طويلة الى الشمال وهناك تمضي الليالي الملاح. ـ لن أذهب الى الأندية الليلة، لقد خسرت ما يكفي من المال الذي ورثته عن أبي، يا ليتني ادخرت هذه الأموال. ـ سهرة او سهرتان وتعيد كل ما خسرته، الحظ سيكون حليفك هذه المرة. توجها معا لتناول العشاء في احد المطاعم وكان صديقه قد أبلغ الشلة بالموعد والمكان وماهي الا دقائق حتى وصلت مجموعة من البنات، جلسن على الطاولة معه يتبادلون الحديث والضحكات وكل منهن تمسك بكأسها. بدأ هاني يفكر بكلام والدته وصورة وجهها وهي تبكي خلال وداعه لا تفارق مخيلته، وضع الكأس من يده وقال: ـ سأعود الى أمي. لم يصدق ما سمعه من هاني وقال بصوت عال: اسمعوا ماذا يقول صاحبنا، يريد العودة الى أمه..!! ضحكت الجالسات وهمست احداهن في أذنه: ـ لا تقرر العودة، ما تجده هنا لن تجده عند أمك. وقف هاني غاضبا، وخرج مسرعا، متوجها الى المطار مقررا العودة الى أهله، فقد أنبه ضميره لأن والده ترك له كل هذه الأموال ولم يستفد منها، وأمه طلبت منه البقاء ولم ينفذ طلبها، كلمات أمه تتردد في مخيلته" هل وجدت بنت الحلال" . طوال رحلة العودة بالطائرة كانت أفكاره متداخلة، كيف صرف كل هذه الأموال دون جدوى..؟؟ وصل الى بيته، كانت جموع الأهل والأقارب مجتمعين، يقدمون العزاء لشقيقته بوفاة أمه.
| |
|